هل تقف صفقة تسلح محتملة بين الجزائر وروسيا وراء تراجع موسكو عن دعم مالي عبر "فاغنر"؟
أثارت تقارير إعلامية دولية تساؤلات حول ما إذا كانت صفقة تسلح جديدة بين الجزائر وروسيا قد دفعت موسكو إلى التراجع عن دعم النظام المالي في هجوم كان يستهدف الجماعات الانفصالية في شمال البلاد بمساعدة مجموعة "فاغنر"، حيث تأتي هذه التكهنات وسط توترات متصاعدة بين الجزائر ومالي.
وحسب التقارير، فإن النظام المالي كان يخطط لشن عملية عسكرية واسعة ضد الجماعات الانفصالية المدعومة من الجزائر في منطقة الأزواد، بمساعدة قوات "فاغنر" الروسية، لكن يبدو أن التدخل الجزائري لدى موسكو قد أسفر عن تعليق هذه العملية، مما دفع مراقبين إلى الربط بين هذا التدخل وصفقة تسلح مرتقبة بين الجزائر وروسيا مؤخرا.
ووفق تقارير دولية متخصصة، فإن روسيا أعلنت مؤخرا أنها تلقت أول طلب لاقتناء مقاتلات "سو-57" المتطورة من الخارج، دون أن تذكر البلد الذي وضع هذا الطلب، مشيرة في هذا الإطار إلى أن هذا البلد يُرجح بقوة أنه الجزائر، خاصة أن الأخيرة تسعى لتعزيز قدراتها الجوية في ظل سباق تسلح إقليمي مع المغرب، الذي يمتلك طائرات "F-16" الأمريكية الحديثة.
وتُعد الجزائر من أكبر زبائن السلاح الروسي، حيث تُظهر البيانات أن أكثر من 76% من وارداتها العسكرية تأتي من موسكو، وتشير ذات البيانات أنه بين سنتي 2016 و2020، بلغت قيمة صفقات الأسلحة بين البلدين 4.2 مليار دولار، ما يرسخ مكانة الجزائر كأحد أبرز حلفاء روسيا العسكريين خارج أوروبا وآسيا.
وتأتي هذا الأنباء بعد أسابيع من كشف تقاريرإعلامية أن الجزائر لعبت دورا محوريا في إقناع روسيا بالابتعاد عن دعم عملية عسكرية في مالي ضد الأزواد، في خطوة فُسرت على أنها محاولة لحماية الجماعات الانفصالية التي تعتبرها الجزائر جزءا من مصالحها الاستراتيجية في منطقة الساحل الإفريقي.
وبلغت التوترات بين الجزائر ومالي ذروتها في الأشهر الأخيرة، حيث اتهم النظام المالي الجزائر بدعم الجماعات الانفصالية التي تسيطر على أجزاء من شمال البلاد، وجاء ذلك في أعقاب تصريحات متبادلة حادة بين المسؤولين في البلدين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي هذا السياق، اعتبر وزير الخارجية المالي عبد الله مايغا أن الجزائر "تؤوي إرهابيين يستهدفون أمن مالي"، مشددا على أن الجزائر "لا تحترم حسن الجوار"، في حين رد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف على هذه الاتهامات معتبرا أن "تصريحات مايغا تفتقر إلى اللياقة".
هذا الخلاف العلني يعكس عمق الأزمة الدبلوماسية بين الجارتين، حيث ترى مالي أن الجزائر تحاول عرقلة جهودها لاستعادة السيطرة على شمال البلاد، فيما تصر الجزائر على أن دورها في منطقة الساحل يهدف إلى تحقيق الاستقرار.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :